لم أشعر يوما بالانتماء إلى كل النساء لم تشغلني هواجسهن ولم يترني ما يبهرهن ولم تستهوني جلساتهن لم أذكر يوما أنني خضت في صراعاتهن أو حكمت بمنطقهن أو تلذذت بمصاب الاخرين وأنا أستمع لحكاياتهن وقصصهن المثيرة التي تبدأ ولا تنتهي
أحسست دائما أنني لا أشبههن ولا أقاسمهن ما يبهجهن ولا أملك مواهبهن ولا تسليني هواياتهن مليئات بالكلام وأنا مسكونة بالصمت يحكين أوجاعهن لكل غريب وأنا اعيش أحزاني دون تعزية ولا شريك
تتشابهن في كل شيء نفس الأفكار والأحلام والأوجاع والمتناقضات لا تختلف سوى الأسماء والأقدار قليلات هن النساء الاستثنائيات متفرقات هنا وهناك لسن ثريات ولا فقيرات و لا هنا جميلات ولا عاديات ولاهنا سمراوات ولا شقراوات ولا هنا متعلمات ولا أميات نساء مختلفات يرفضن الاستسلام لنمط الحياة التافه وتكريس صورة المرأة الثرثارة السخيفة المرأة الدمية الغبية التي تركن شهاداتها التعليمية في زاوية منسية أو تعلقها كصور ميتة وتعيش أسيرة الحياة الروتينية الزائفة.. نساء أصبحت كل مطالبهن مادية كل أحلامهن مادية كل صراعاتهن مادية نحوى الأشياء الجميلة البيوت والسيارات والمجوهرات والألبسة أحلام مشتركة شرعية بين كل النسوة بمختلف انتماءاتهن قد تدخل البهجة على حياتهن لكنها ليست كل شيء كي تصبح الهاجس والأمل الوحيد والمراد والطموح وتصبح كل الأدوات مباحة لامتلاكها حتى وإن كان الثمن الكرامة وبمجرد الحصول عليها نظن أننا امتلكنا العالم ومسكنا السعادة بقبضة اليد
إنه وهم كبير أن نختصر كل أحلامنا في أشياء نشتريها ونسددها أقساطا نعلق سعادتنا المرتقبة على مكتسبات مادية
وننسى قيما كثيرة
أناقة الروح التي لن نشتريها من أي متجر
لذلك لم أحس يوما أنني أنتمي إلى هذا العالم النسوي كل يوم يمضي تكبر الهوة بيننا وتبعد المسافات لا أحتفظ من ذكراهن سوى بصدى شكواهن ومتطلباتهن الكثيرة وكلما ارتفعت أصواتهن كلما ازددت صمتا وعزلة وغربة عنهم
أختار اللباس الذي يشبهني والألوان التي تريحني والأصوات التي تتحدث إلي وحدي لا أغادر صمتي إلا لأعبر عن بركان دائم الاشتعال يضيء دواخلي يبدو نائما لكنه بلهيب لا ينطفئ لا أركض نحو الأشياء لأملكها أنتظر أن تأتيني لا لامتلكها بل لاكتشفها لا أهتم بأسرار الآخرين حياة الغرباء لا تشغلني جلسات النميمة لا تمتعني لست كل النساء فلا تخاطبني بنون النسوة نادني فقط باسمي