الأحد، 13 سبتمبر 2009

جيهـــــــــــــــــان




لم أشعر يوما بالانتماء إلى كل النساء لم تشغلني هواجسهن ولم يترني ما يبهرهن ولم تستهوني جلساتهن لم أذكر يوما أنني خضت في صراعاتهن أو حكمت بمنطقهن أو تلذذت بمصاب الاخرين وأنا أستمع لحكاياتهن وقصصهن المثيرة التي تبدأ ولا تنتهي
أحسست دائما أنني لا أشبههن ولا أقاسمهن ما يبهجهن ولا أملك مواهبهن ولا تسليني هواياتهن مليئات بالكلام وأنا مسكونة بالصمت يحكين أوجاعهن لكل غريب وأنا اعيش أحزاني دون تعزية ولا شريك
تتشابهن في كل شيء نفس الأفكار والأحلام والأوجاع والمتناقضات لا تختلف سوى الأسماء والأقدار قليلات هن النساء الاستثنائيات متفرقات هنا وهناك لسن ثريات ولا فقيرات و لا هنا جميلات ولا عاديات ولاهنا سمراوات ولا شقراوات ولا هنا متعلمات ولا أميات نساء مختلفات يرفضن الاستسلام لنمط الحياة التافه وتكريس صورة المرأة الثرثارة السخيفة المرأة الدمية الغبية التي تركن شهاداتها التعليمية في زاوية منسية أو تعلقها كصور ميتة وتعيش أسيرة الحياة الروتينية الزائفة.. نساء أصبحت كل مطالبهن مادية كل أحلامهن مادية كل صراعاتهن مادية نحوى الأشياء الجميلة البيوت والسيارات والمجوهرات والألبسة أحلام مشتركة شرعية بين كل النسوة بمختلف انتماءاتهن قد تدخل البهجة على حياتهن لكنها ليست كل شيء كي تصبح الهاجس والأمل الوحيد والمراد والطموح وتصبح كل الأدوات مباحة لامتلاكها حتى وإن كان الثمن الكرامة وبمجرد الحصول عليها نظن أننا امتلكنا العالم ومسكنا السعادة بقبضة اليد
إنه وهم كبير أن نختصر كل أحلامنا في أشياء نشتريها ونسددها أقساطا نعلق سعادتنا المرتقبة على مكتسبات مادية
وننسى قيما كثيرة
أناقة الروح التي لن نشتريها من أي متجر
لذلك لم أحس يوما أنني أنتمي إلى هذا العالم النسوي كل يوم يمضي تكبر الهوة بيننا وتبعد المسافات لا أحتفظ من ذكراهن سوى بصدى شكواهن ومتطلباتهن الكثيرة وكلما ارتفعت أصواتهن كلما ازددت صمتا وعزلة وغربة عنهم
أختار اللباس الذي يشبهني والألوان التي تريحني والأصوات التي تتحدث إلي وحدي لا أغادر صمتي إلا لأعبر عن بركان دائم الاشتعال يضيء دواخلي يبدو نائما لكنه بلهيب لا ينطفئ لا أركض نحو الأشياء لأملكها أنتظر أن تأتيني لا لامتلكها بل لاكتشفها لا أهتم بأسرار الآخرين حياة الغرباء لا تشغلني جلسات النميمة لا تمتعني لست كل النساء فلا تخاطبني بنون النسوة نادني فقط باسمي

الخميس، 21 أغسطس 2008

القلب لا ينسى


سنة جديدة ..

نظرت الى وجهي في المرءاة طويلا رفعت شعري قليلا وسرحت بعيدا ..سنوات تمر كلمح البصر,ايام وليال..فصول تتعاقب وتنحت اثارها بقلوبنا وذاكرتنا ووجوهنا.. اشخاص ياتون واخرون يرحلون ..نهجر بعضهم تحت ضغط الظروف,وننسى الكثيرين بلا ندم..منهم من اسعدنا, ومنهم من ادمى جسدنا..كل عابر يترك بصمة بداخلنا,يصبح الجسد كجدار ملطخ ببصمات الايدي ,كلما انفردت بنفسك تتذكر اولئك الذين مروا وكنت محطتهم..لاتجهد نفسك لتتذكرهم,اذ للجسد ذاكرة..والقلب لا ينسىسنين تذهب في مهب الريح,لتبدا سنة اخرى..ونبدا نحن لاندري من اين ..لانعلم ما بداية العمر الحقيقية اهي صرخة الولادة ام صرخة الالم ام صرخة الحب الاول ام الصرخات المتعاقبة..ام نبدا حينما ندرك اننا كبرنا بما فيه الكفاية ونضجت اروحنا واصبحت في طريقها للسقوط والتدحرج نحو المنحدر..حينما انظر الى الوراء المح افراحا والوانا ودموعا واشباحا وحروبا دامية..اتذكر فصول الخريف الحزينة والشتاء الدائم البكاء والمقاعد الخالية الوحيدة فتهزني ذكرى الحنينتبدو لي مدن زرتها ابواب طرقتها مقاه لم ادخلها وجوه اصادفها يوميا ولا اكلمها عيون لا اعرف اصحابهايبدو لي هو...؟اتذكر الرسائل والكتب والفواتير واخر تنورة اشتريت وكم عطرا اهديت يصيب ذاكرتي الهذيان فتستعيد شريط حياتي الماضية وانا على ايواب سنة جذيذة..كل سنة امل جديد شمعة كاملة قاطرة نركبها في انتظار الوصول الى محطة النهاية سالمين..وان ننجو من حوادث الطريق باقل الخسائر الممكنة في القلب والوجه والروح,وان نحافظ ما امكن على ابتسامتنا كرمنا رومانسيتنا اصدقائنا انسانيتنا..ان نتعود الاستيقاظ بمزاج عذب ان نصافح بلطف ان نحضن بحب ان نهدي بكرم ان نصرخ بهمس ان نرفع ايدينا بالدعاء والمغفرة كل لحظةالحياة تنسج قصتنا كما تريد والقدر يلاحقنا الى اخر الطريق..ونحن نجاهد بامل وتحدي واصرار كي لا يهزمنا الزمن وامتحانات الحياة الصعبةالزمن كذبة متقنة كالحلم كالخلود كالسحر كالحب العصي كالافق كالسراب كالورود البلاستيكية هي ذي الحياة تحاول ان تتملكها فتنال منك تسعى للاستمتاع بها وترويضها والنهل منها فتخبئ لك افراحك كي تتجرعها بعد سنين ذكريات وحنين وشجن يعذبك ويدمع عينيكالزمن سر كبير اسئلة محيرة كتب يعلوها الغبار فوق رف منسي جرائد صفراء بتواريخ مجهولة صور بالابيض والاسود اسطوانات متهالكةنظرت للمرءاة لانها مثل الزمن تفاجئك بحقيقة ترفضها (لا عدو اقوى من الزمن ولا خصم لك انبل من المرءاة)هكذا قال درويش يوما... ما

سنة جديدةاتمناها لكم مغروسة بورود بيضاء وفوانيس مضاءة وكلام عذب وقهوة دافئةوقلب لا ينسى...ان يحب

لا تحكم

لا تحكم من أول نظرة
ما تراه ليس صحيح دائماً
فكر للحظات قبل أن تحكم على شخص

الخميس، 21 فبراير 2008

لا تندم ...



أن وجدت نفسك في صفحات دفاترهم..وقلبت الصفحات فيها..
ورأيت حلم رسمته معهم..
وقصر بنيته في حقولهم..
وشممت بين الصفحات عطرهم..
وبقايا الورد الذي اهديتهم..
والتمست على الصفحات دموعهم..
وقرئت بين السطور وعودهم..
وانتهت بك الصفحات الى قرار عنك يبعدهم..

فلا تنـــــــــــــــــــــدم

ان وقفت امام مرآتك..
ولم تستطع تذكر ملامح وجهك
ولمحة في عينيك ذلك الكم من جيوش الاحزان
والتمست بقايا دموعك على وجنتيك
وأطفئت الأنوار في غرفتك
وجلست في الركن البعيد كالطائر الصغير
وتذكرت ملامحهم وتفاصيلهم معك
وضممت رأسك بين يديك وبكيت بكاء الاطفال
وأوصيت الظلام ان يستتر لحظات ضعفك بدونهم..
لأنك خسرتهم..
ولأنهم رحلوا...
ولأن الدنيا أظلمت في عينا قلبك من بعدهم...
وضاق بك الوجود بدونهم..
فأنت تعلم بأنهم ابـــداً لن يعودو اليك يوما.
فلا تنـــــــــــــــــــــدم

أن انتقيت الوانهم وعطرهم
وتحدثت بحديثهم...
واكتشفت بأنهم يسكنون أعماقك اكثر منك..
وبكيت على قلبك وعلى مشاعرك
حين غادروك وانت في امس الحاجة اليهم..
وعلمت بعد حين بأنهم اختارو سواك..
وتجاهلوك.. وتجاهلو الآمك..
وأحزانك.. ودموعك.. واشتعالك.. وانطفائك.. ومعاناتك.. وضياعك.. ورحيلك.. وغيابك..

فلا تنـــــــــــــــــــــدم
أن مددت يديك اليهم..
وانتشلتهم من بحور أحزانهم...
وأنتقيت الشوك من على دروبهم..
وأحتسيت المرار من أجلهم..
وأرتضيت فوق همك بلائهم..
واستيقضت ليلا ..لكي تدعو لك ولهم..
وتتوسل الله أن يحفظهم..
وتتضرع الى الله أن يجمع بينك وبينهم...
وتسئل الله بتعطش أن يبقيهم..
ثم فتحت عينك لتجد نفسك في نصف الطريق بدونهم..
يختفون من حياتك..
مخلفين في ظهرك خنجرهم..
تاركينك لليل موحش ..
وذئب مسعور ..وأعصار يعصف بك حنيناً اليهم..

فلا تنـــــــــــــــــــــدم

أن أكتشفت بأن الزمان لم يعد زمانك..
وأن قلوبهم ماعادت تسعك..
وأنك بعدما أفنيت عمرك..
وأنتظرتهم وفقدت صبرك..
ورجيت حضورهم بدمعك..
تخلو عنك..وكالأطلال خلفوك..
وقد انتهو منك ..
واثبتو بأنك انتهيت..
وانتهت صلاحيتك..
فلا تنـــــــــــــــــــــدم

أن وجدت نفسك في بلاد غريبه..
حامل بين ذراعيك صندوقك الملئ بأحزانك..
وكأنك تريد الفرار من ذاكرتك الى البعيد..
حيث الوجوه الجديده والاعين التي تجهلها ولا تعرفك
والطرقات التي لم تشهد تفاصيل احزانك..
فتخذلك ذاكرتك
وترسم يداك وجوههم فوق الجدران
وفوق الرمال وفوق الجبال فتبكيهم
وتخاطب صورهم بسذاجة الاطفال..
فلا تنـــــــــــــــــــــدم
ان جردتك الدنيا منهم..
واصبحت في حياتهم عابر سبيل..
واصبحت تسكن قشور الذاكرة..
وهم يسكنونك كالدم..
ويعيشون..ويعيشون..
وأنت ما زلت تحتضر..وتحتضر..
شيع جثمان احلامك..وامسح دموع قلبك..
وامسح بكفك على جبينك..
وقبل رأسك في المرآة..
وقدم الزهور لنفسك..
وردد بتضرع شديد بينك وبينك:
ربي أن مســــني الضر وأنت ارحم الراحمين .
اوهم نفسك بنسيانهم حتى لو كنت غير قادر على نسيانهم
لكن حاول ..وحاول مرارا وتكرارا..
وأكذب على نفسك كل يوم..
وقل أنك ما عدت تشعر باليتم بدونهم..
وما عدت تشتاق لهم..
وما عدت تتقصى اخبارهم..
أقنع نفسك ان الم الفراق لا يدووم..
وقد لا يدوم الا قليلا... أو كثيـــــراً....
.وحاول أن توهم نفسك بأنك ولدت من جديد..
وأستقبل الحياة بثوب جديد ولون جديدوابتسامة جديدة..
وأخفي داخلك ذلك الممزق المتألم بكل انينه على فراقهم فأنه سيخفق بهم وبدونهم..
مهما غابت شمسهم..
ورحلت معها احلامك واحلامهم..
فأنتظر شروق يوم جديد بشمس جديدة واحلام جديدة ..
وأن طال بك ليلك ..
ثق ثقة عمياء بأنه لابد للشمس من ظهور..
لاتحزن ولا تندمو كفكف دموعك يوم يكون هذا اخر احزانك